إن التقدم التكنولوجي السريع الذي يشهده عصرنا الحالي قد ترك بصماته الراسخة
إن التقدم التكنولوجي السريع الذي يشهده عصرنا الحالي قد ترك بصماته الراسخة على مختلف ميادين حياتنا، فالأنترنت أصبح الوسيلة الأهم والأسرع لحل الكثير من المشاكل، الوصول إلى المعرفة، والإجابة عن الكثير من المواضيع المستجدة، كما أنه أبى إلاّ أن يشارك الإنسان حياته العاطفية ومشاعره الإنسانية.
من هنا بدأت ظاهرة
التعارف الإلكترونية بالإنتشار على مستوى العالم العربي عامةً، والخليجي خاصةً، حيث بدأنا نرى الكثير من الشبان الذين يبحثون عن
شريكة حياتهم "أون لاين" أو بعد أن ملّوا من طرق
التعارف التقليدية التي تأسر من حرية الأفراد في التعرّف على بعضهم البعض، فتراهم يمنعون الرجل من رؤية
شريكة حياته قبل الزواج، حتى أن الأهل هم الذين يتولّون إختيار
الزوجة المناسبة لإبنهم، وهكذا ترتفع نسبة الطلاق والمشاكل الزوجية، بما أن المعرفة المسبقة معدومة.
وهكذا يمكننا إعتبار أن
مواقع الزواج عبر الإنترنت ومن ضمنها
موقع زاوج غرامي ،هي وسيلة جديدة وسريعة للوصول إلى شريكة الحياة،كما أنّها تحد من نسبة العنوسة المتفشية في مجتمعنا العربي، فبدلاً من إنغلاق الفتاة على نفسها منتظرة "فارس أحلامها كي يأتي على حصانه الأبيض"، أصبحت اليوم تتمتع بالحرية والقدرة على البحث عن
الزوج المناسب مع تحديد مواصفاته الخاصة التي تتناسب ووجهة نظرها في الحياة.
إلّا أن
مواقع الزواج هذه لا يمكن أن تضمن للمستفيدين منها نجاح العلاقات فيما بينهم بقدر ما أنها تفتح أمامهم خيارات متعددة وإمكانية التواصل الحر مع الآخرين. أمّا عملية إنجاح أو فشل أي علاقة سواءاً كانت على الإنترنت أو في الحياة الواقعية فإن ذلك يعود إلى مدى التفاهم والتوافق بين الزوجين، والثقة المتبادلة بينهما، وإذا ما وُجِدت هذه المعايير يمكننا حينها الحديث عن علاقة ناجحة.
إذاً فإن
مواقع الزواج الإلكترونية تعمل عمل الوسيط والمحفّز لإنشاء علاقات عاطفية بين مستخدميها، أمّا إستمرارية هذه العلاقات فلا يمكن البتّ فيها لأنها مرهونة بنسبة الإنسجام الذي يختلف من ثنائي إلى آخر.
.