من الوقوف على الأطلال، إلى حب عنترة بن شدّاد، إلى جنون قيس وليلى، إلى غرام روميو وجولييت، إلى اللقاءات السرية قرب النبع وتورّد الوجنتين ولهفة الإنتظار، إلى مراسيل الحمام الزاجل والرسائل النصية، إلى الحب على مواقع التواصل الإجتماعي. فما أدراكم ما مفاهيم مواقع الزواج والتّعارف؟
تعريف الحب أمسى يختلف عن الأيّام الخوالي، كنا نقول خفق القلب، احمرّت الوجنتان، تغيّر الصوت. إنه الحب. أما اليوم فنقول أنقر على "اللايك"، فتحمرّ الشاشة من القلوب الحمر، وتزداد التغريدات والتعليقات. هذا هو الحب والعشق والغرام والهيام... عبر الانترنت.
"زواج غرامي" أوّل موقع عربي للتعارف والزواج ، موقع حب ودردشة مخصص أساساً للعرب المنتشرين في بقاع الأرض. لم يكتفِ هذا الموقع بالظهور على "غوغل" بل ظهر على "فايسبوك" أيضاً، وهو يرصد 4360 مشاركاً ومشاركة.
يُتحف احد الشباب الموقع بتعليقاته: "أبحث عن زوجة متدينة، أنا شاب عمري 30 سنة من تونس، ولاية القصرين. ظروفي لا تسمح لي بالزواج لأنني من عائلة فقيرة وأنا جاد في هذا الأمر. أبحث عن زوجة ميسورة الحال، محترمة، متدينة لتكوين أسرة صالحة، وأن تكوني لي وأكون لك في السراء والضراء، وسأقبل كل شروطك في الزواج لأنني أبحث عن الصدق يا أختاه لا عن التسلية أو ضياع الوقت أو الضحك على بنات الناس"، تاركاً رقمه على الصفحة وواعداً بأن يسعد عروس الأحلام ويكون لها زوجاً صالحاً.
تكتفي احد العضوات بترك رقمها على الموقع مطالبة بزوج صالح.
وصولاً إلى موقع "تعارف من أجل الزواج... وبدون تعقيدات" على "فايسبوك"، فهو حقاً يبتعد عن التعقيدات بحيث أن كل فتاة تريد التعرف تعرض صورتها وكل المعلومات عنها، وتأتي التعليقات من كل أنحاء العالم على صورتِها، منها ما هو إيجابي، ومنها ما هو سلبي.
وبات الشباب يدقون أبواب مواقع التعارف والزواج كما يدقّون أبواب العمل، وبدل تقديم طلب بحثاً عن عمل، يقدمون صورهم وطلبهم باحثين عن شريكة.
ومع ظهور أكثر من 100 موقع عربي خاص بالزواج، لم يعد الشباب يخافون ويقلقون من عدم وجود فرصة للزواج، فبات الحل لمشكلة العنوسة في المجتمع العربي سهلاً، وصار الحب والزواج والطلاق عبر الإنترنت ظاهرة متفشية، والكثير من الشبان يعيشون الوهم ويركبون موجة الأحلام ليهربوا من الواقع إلى عالم وهمي.
وتبقى الأسئلة: لمَ يتحاشى الشباب الإعلان عن التعارف عبر الإنترنت؟ وهل ينتقص في نظر المجتمع من قدرتهم على الإتصال الطبيعي بالشريك؟ وهل تريد أن تعرف ما يمرّ به الشباب من مراحل عاطفية في حياتهم؟ الإجابة هي طبعاً، ويكفي أن تدخل صفحته على "فايسبوك"