زواج السعوديات من الأجانب

لا تزال نسبة زواج السعوديات من الأجانب تشهد تزايدا مستمرا، وارتفاعا ملحوظا خلال السنوات الأخيرة، رغم الاجراءات الحكومية المشددة التي تتبعها حكومة المملكة للحد من ارتفاع نسبة هذا الزواج بشكل مستمر، إذ لم يقتصر الحد عند ارتفاع نسبة السعوديات المتزوجات من الأجانب، بل لوحظ كذلك ارتفاع مماثل لنسبة السعوديين المتزوجين من زيجات أجنبيات.

 

مؤخرا، كشف تقرير أصدرته وزارة العدل السعودية، توضح ارتفاع نسبة زواج السعوديات من الأجانب، حيث بلغ عددها ما يقارب ال3400 عقد نكاح خلال العام الماضي، وهو ما يقارب نسبة زواج السعوديين من أجنبيات بـ3500 عقد نكاح.

 

وفي تقرير سابق لوزارة العدل في مطلع 2015م، كشفت الوزارة في تقريرها، أن محاكم المملكة سجلت 1114 عقد زواج لسعوديات بأجانب خلال الشهور الخمسة الأخيرة للعام 1436هـ . مضيفا “أن نحو سبع سعوديات يتزوجن يوميا من أجانب، وأن أكثر من 700 ألف سعودية متزوجات من أجانب.

 

وبحسب تقارير وزارة العدل السعودية، فإن الكويتيين والقطريين هم الأكثر خليجيا من نسبة الأجانب المتزوجين بسعوديات، واليمنيين الأكثر عربيا، بينما الباكستانيين هم الأكثر نسبة من غير العرب المتزوجين بسعوديات.


و خلال الأعوام الخمسة الأخيرة لم تعد وزارة العدل تفضل عدم الكشف عن أعداد زواج السعوديات من أجانب؛ نظرا لإرتفاع هذه النسب بشكل متواصل، ففي “2011” ذكرت الوزارة أن “1988” امرأة سعودية تزوَّجْنَ من أجانب خلال عام، وتصدرت منطقة مكة المكرمة بـ”584″ زواجاً، ثم منطقة الرياض بمجموع “543” زواجاً، تليها المنطقة الشرقية “490” زواجاً.

 

وفي مطلع 2014م كشف تقرير إحصائي آخر أن “13117” سعودية تزوّجن من أجانب خلال العام 2012، بزيادة عن العام السابق عليه قدرها “8553” عقد زواج، في مقابل زواج “2583” مواطناً من أجنبيات خلال العام نفسه.وحتى خارج الحدود، فقد كشفت السفارة السعودية بالأردن في نفس العام عن أن السفارة منحت الموافقة لـ”37″ مواطنة بالزواج من جنسيات عربية مختلفة.

تتعدد الأسباب، وتختلف الرؤى لدى المختصين في هذا الجانب، لمعرفة دوافع وأسباب ارتفاع نسب زواج السعوديات من اجانب والعكس، خلال السنوات الأخيرة، حيث أوضح عبد الرحمن القراش، عضو برنامج الأمان الأسري الوطني، في حديثه حول هذا الموضوع بالقول “إن ما يدفع السعوديات إلى الزواج من غير السعوديين، هو اعتقاد هؤلاء بأن المرأة السعودية غير منفتحة على العالم، فلا يتوقع أن الكلام المعسول سبيل لوقوعها في غرامه بسبب ثقافة العيب المنتشرة اجتماعياً”

 

وبيَن القراش، أنه في ظل الانفتاح العالمي أصبح زواج المرأة السعودية من غير سعودي حقيقة، مضيفاً “لا بد أن نؤمن أن الزواج قسمة ونصيب، وأن فكرة الجنسية هي مجرد أوراق ثبوتية فقط، وأن ما تقوم به السعوديات من القبول بالزواج من رجال أجانب أمر خاص لها ولأهلها”.

وعن أسباب قبول المرأة السعودية بزواج من أجنبي، يؤكد القراش أن المجتمع هو الدافع الرئيسي في جعلها تقبل بالأجنبي، إذ إن بعض الأسر لا تقبل بالعاملات في الحقل الصحي زوجات لأبنائهم. ويلعب التقدم في السن دافعا أساسياً للموافقة على الأجنبي بعد رفض السعودي الزواج منها.

 

ويضيف القراش، أن الطعن في الأنساب والقبائل أيضاً،  يدفع أهل الفتاة إلى القبول بالأجنبي زوجاً لابنتهم، كما تشكل الحاجة المادية لبعض الأسر سبباً أساسياً في عدم زواج بناتها من السعوديين الذين يسعون إلى أن تكون الزوجة من نفس مستواهم الاجتماعي، كما ينتشر في المناطق الحدودية بالسعودية الزواج من دول أخرى بشكل كبير.

 

 

 

ارتفاع نسبة العنوسة والطلاق!

 

أما الاخصائي الاجتماعي، سعيد العكبري، فقد أوضح الأسباب والدوافع لتزايد نسبة زواج السعوديات بالأجانب، “: “المسلسلات التركية لها دور في الانفتاح، والإقبال على الزواج من هذا البلد، فهل ينطبق ذلك على مسلسلات تتعلق بجنسيات أخرى؟

 

كما أن ارتفاع نسبتا العنوسة والطلاق اللتان نَمَتا بشكل مخيف في المملكة والتي تُعد بحسب مختصين أول الأسباب لإرتفاع نسبة هذه الظاهرة، ففي دراسة أجراها “د.علي الزهراني” عضو التدريس في الجامعة الإسلامية لصالح جمعية “أسرتي”؛ فإن عدد الفتيات العوانس في المملكة بلغ “4” ملايين فتاة بنهاية العام المنصرم 2015، بعدما كان “1.5” مليون فتاة عام 2010

عدد الزيارات
9985

مقالات مشابهة

إضافة تعليق
اسمك :
الإيميل :
رمز التحقق ، أدخل الأرقام الظاهرة :