كثرت قصص ارتباط شباب عرب بأجنبيات وبخاصة الروسيات منذ سنوات وحتى الآونة الأخيرة، والسبب الأول يرجع لجمالهن الفاتن، إضافة للهروب من واقع الفتاة العربية التي تشترط على المتقدم للزواج تكاليف مادية صعبة من مهر وحفل زفاف وغيرها من الأمور التي تراها الفتاة الأجنبية كماليات لا تعيرها كثير اهتمام.
زواج العرب في اوروبا بدايته علاقة عاطفية ودوافع اقتصادية أو هروب من الواقع، ونهايته خلاف وصراع وانفصال، وأحيانا تكامل واندماج. فالزواج يبنى على أسس متعددة منها الاحترام المتبادل والثقة والحوار، لكن أهمها التفاهم المتبادل.
والزواج من أجنبيات يفرض تحديات جديدة على الزوجين نظرا لوجود اختلاف في اللغة والدين والعادات والتقاليد. لكن هل يمكن لشخصين من بيئتين وحضارتين وبلدين مختلفين أن يتفاهما، وأن يتزوجا ويؤسسا عائلة واحدة، وهل هذه الزيجات ناجحة بكل المعايير أو هنالك تحديات تواجهها؟
جيني واستيفاني وغيرهما تحدثن عن تجربتهن في الزواج من لبنانيين، وحياتهن اليومية بحلوها ومرها، ومنهن من تمسكن بالعيش في لبنان، ومنهن من غادرن البلاد ولم يستطعن التأقلم مع المجتمع اللبناني.
علم النفس: إيجابيات وسلبيات الزواج المختلط
توضح المحللة والمعالجة النفسية ماغي الخطيب تأثير اختلاف الثقافات بين الزوجين، عارضةً للإيجابيات والسلبيات معا، من ناحية نفسية واجتماعية.
تقول "لعل الحالات الأكثر شيوعا في مجتمعاتنا العربية الآن هي زواج العرب في اوروبا وإقامتهما في بلد عربي. وهذا لا يمنع أيضا وجود شبان عرب في بلدان نسائهم الأجانب، أو وجود أزواج أجانب لسيدات عربيات في بلاد الشرق، أو سفر المرأة الشرقية للإقامة في بلد زوجها الأجنبي".
وتبقى بطبيعة الحال، قدرة التفاهم منوطة بتناسق الطباع ما بين الرجل والمرأة، وليس باختلاف البيئة فحسب، إذ أصبح اختلاف الحضارات واللغات والبلدان أمرا طبيعيا بين الناس الذين يسعون جاهدين للانفتاح والاطلاع على العادات والتقاليد والأعراف من خلال كبسة زر أو سفر أو مغامرة.
وعندما تكون ثقافة الوالدين مختلفة يعيش الأبناء في صراع نفسي كبير، لأن كلا من الوالدين يسعى لفرض ثقافته وعاداته وتقاليده على أبنائه، ومن هنا ينشأ خلاف أسري ثقافي بين الزوج والزوجة، وعادة يكون الأبناء هم الضحية.
لكنها تضيف "من جهة أخرى، هنالك الغنى المعرفي والانفتاح والثقافة التي يكتسبها الأولاد من أبوين من بلدين مختلفين مما لا يكاد يحصى -علميا وعمليا ولغويا وحضاريا وإنسانيا- إذ إن النضج الفكري والعاطفي والوعيّ الاجتماعي لكلا الطرفين من شأنه أن ينعكس طاقة إيجابية على العائلة كلها".