انتشرتْ ظاهرةُ الزواج من عراقية منذ أوائل الثمانينيات من القرن الماضي، وكانت أكثر حالات الزواج تحدث داخل العراق وتحديداً من الكويتيين الذين يزورون العراق أو ممن لديهم أقاربٌ في المدن الحدودية بين البلدين.
وتعاظمت ظاهرة الزواج من عراقية عند توافد المصريين إلى العراق للعمل، إذ بلغ عددهم ما يقارب الخمسة ملايين مصري في عقد الثمانينيات، وكان زواجهم لأغراض عديدة منها الحصول على الإقامة والعمل.
إلا إن ما حدث في أوائل عقد التسعينيات من القرن الماضي بعد غزو الكويت وفرض الحصار الاقتصادي على العراق والذي تسبب في هجرة العراقيين من طالبي اللجوء السياسي والإنساني، وبحسب بعض الإحصاءات بلغ عددهم ما يقارب الخمسة ملايين عراقي، من كلا الجنسين، وهؤلاء أكثرهم ممن تَسنى لهم الإقامة في الدول الأوربية وأمريكا واستراليا.
وبعد العام (2003) تزايدت نسبة الهجرة إلى دول الجوار بسبب أحداث العنف والتهجير القسري، وانتشرت ظاهرة زواج العراقيات من الاجانب بصورة واضحة وملموسة بين المهاجرين المقيمين في دول الجوار (سورية والأردن ولبنان ومصر ودول الخليج).
ومن حالات الزواج من عراقية التي توصلنا إليها بيسر ما صرحت به السيدة نادية نجم (21 عاماً) لوكالة كردستان للأنباء (آكانيوز) التي طلِّقت بعد زواجها بأشهر، قائلة "بعد أن أقمنا في دمشق بمنطقة السيدة زينب قادمين من العراق مهجرين سنة 2004 بدأت الأمور العائلية تَسوء والأموال التي كانت مع أبي تنفذ يوماً بعد آخر، وكانت محاولات أبي وأخوتي لإيجاد عمل في سورية باءت بالفشل، فأصبحنا نعاني من حالة ضيق مادي شديدة، وأصبح أبي يشرب الخمر يومياً، وامتلأت حياتنا بالشجارات".