الزواج هو رباط مقدس بين الرجل والمرأة قد أحله الاسلام ووضع له شروطاً وتهذيبات هدفها السعادة والصلاح في الدنيا والآخرة فالاسلام دين يسر ولكن لا يعني ذلك التسيب والاستهتار لذلك وضع لنا ديننا قواعد وحدود ونصائح لاختيار شريك الحياة المناسب وكيفية التعامل معه. فبالاسلام الأصل في الحياة الزوجية أن تكون دائمة لا تنتهي إلا بوفاة أحد الزوجين والهدف منها هو اسرة اسلامية والتي ينبثق عنها الأبناء والبنات ومن بعدها الأحفاد وتربيتهم على قواعد الاسلام ونصرته وتساهم في العطاء الاسلامي ونصرة المجتمع.
وهذه النتائج المرضية لا تأتي إلا إذا بنيت الاسرة على اساس متين من العقيدة وتستند على الأخلاقيات النبيلة في الاسلام مثل الإيثار فتخيلوا مثلا وجود أم تؤثر نفسها على أولادها أو أب يؤثر نفسه على أهل بيته فذلك لا يؤتي بالنتائج الحميدة المرجوة.
والمرأة التي تضع مستقبلها بين يدي رجل قد ألقت في عنقه أمانة غالية، وأخذت منه عهداً أن يسير المركب بهما إلى شاطئ الأمان، قال الله تعالى: (وَكَيْفَ تَأْخُذُونَهُ وَقَدْ أَفْضَى بَعْضُكُمْ إِلَى بَعْضٍ وَأَخَذْنَ مِنكُم مِّيثَاقاً غَلِيظاً) النساء/21.
كذلك,توجب على الرجل أن يقدر أن المرأة وضعت في عنقه أمانة غالية وهي مستقبلها وحياتها ونفسها لذلك توجب على الرجل أن يسير بالمركب إلى شاطئ الأمان.حيث قال تعالى: (وَكَيْفَ تَأْخُذُونَهُ وَقَدْ أَفْضَى بَعْضُكُمْ إِلَى بَعْضٍ وَأَخَذْنَ مِنكُم مِّيثَاقاً غَلِيظاً) النساء/21
وكذلك الأمر بالنسبة للمرأة إذا تقع على عاتقها مسؤوليات كبيرة إذا يأتمنها الرجل على ماله وأسرته وعرضه لذا ينبغي على المرأة أن تكون على قدر المسؤولية وتعمل كل مافي وسعها للوصول إلى رضا ربها ورضا زوجها في الدنيا والآخرة.
الاعتبارات السابقة هي اعتبارات مهمة في الحياة الزوجية أما موضوع المهر فهو عزيزي الشاب عزيزتي الشابة ماهو إلى تكريم للزوجة وليس له اي معنى مادي فيشترط أن يكون بمقدار معين من النقود أو الذهب أو الفضة أو حتى من الممكن أن يكون شيئاً معنوياً مثل أن يعلًم الخطيب خطيبته سورة من القرآن, نعم الزواج في الاسلام يسير لهذه الدرجة.
أعزائي القراء,الاسلام جعل الزواج ذو معاني سامية ولا ينبغي ان يكون له نظرة مادية كمن يريد أن يشتري سلعة من السلع فالانسان حر لا يباع ولا يشترى.
وقد توجب الخطيب والخطيبة أن يبينوا ماقد يكون من أخلاقهم وأية عيوب فيهم لكي لا يفاجأوا بأمور بعد الزواج قد تنفرهما من بعضهما فكل الناس لابدي فيهم من نقص ولكن يمكن الاعتياد أو التغاضي عنه لتستقر الحياة الزوجية.
والاسلام دين يسر دين منطقي فقد وضع قواعد من شأنها أن تحدد العلاقة بين الرجل والمرأة ولكن بنفس الوقت وضع استثناءات لها مثل القواعد القرآنية التالية:
حيث قال تعالى: (قُلْ لِلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّوا مِنْ أَبْصَارِهِمْ) النور/30، ولكن سمح للرجل أن ينظر لمن يريد خطبتها.
وقال تعالى: (وَقُل لِّلْمُؤْمِنَاتِ يَغْضُضْنَ مِنْ أَبْصَارِهِنَّ) النور/31, ولكن سمح للمرأة أن تنظر لمن يخطبها.
وقد سمح لمن يستشار في أحد الخاطبين أن يذكر صفات الخطيب أو الخطيبة بالتفصيل وذلك استثناء للآية : (ولَا يَغْتَب بَعْضُكُم بَعْضاً) الحجرات/12.الزواج في الاسلام يسر فقد وضع رضا الطرفين ببعضها من شروط العقد واشتراط وجود شهود وموافقة ولي أمر الفتاة وإشهار الزواج ليشكل ضغطاً اجتماعيا على الطرفين لجعل الانسحاب من هذا العقد فيه صعوبة.
ومرة أخرى أذكر أن هذه المعاني ليست حاضرةً في أذهان كل الذين يُقدمون على الزواج، ولكنها معاني سامية نأمل أن تحتضر في أذهان الشباب والشابات الذين سوف يقدمون على الزواج.