تناولت صحيفة سعودية "ظاهرة اجتماعية تعد مؤشراً خطيراً" تهدد قيم المجتمع السعودي حيث تستغل سيدات ثريات احتياج شبان ويعرضن عليهم المال مقابل الزواج بهن تحت ضغط البطالة والحاجة المادية.
وقالت صحيفة "سبق" الإلكترونية إنه "مع ارتفاع معدل البطالة، وعجز الشباب عن الزواج وتكوين أسرة سليمة اجتماعياً، قد تستغل بعض السيدات الثريات احتياج هؤلاء الشباب المادي والجسدي، ويعرضن عليهم المال مقابل (اسم الزواج)؛ فمنهن من تعرض زواج المسيار، وأخريات يلجأن لـ (زواج المحلل)؛ لتنقذ نفسها من مأزق أسري".
وتعاني السعودية من ارتفاع في نسب العاطلين عن العمل من الشباب في الوقت الذي يعاني المجتمع السعودي من ازدياد في نسب العنوسة لدى النساء.
وقال شاب سعودي إنه منذ فترة عرضت عليه إحدى سيدة ثرية تبحث عن زوج إضافتها بوصفها صديقة على موقع "فيس بوك". "وفي إحدى المرات تحدثت معي عن كل تفاصيل حياتها، وعلمت أنني ما زلت أبحث عن عمل عقب تخرجي منذ خمس سنوات". وأضاف "بعد فترة وجدتها تطاردني، وتبدي إعجابها بصوري على الفيس مع أصدقائي، واشتكت لي من وحدتها عقب طلاقها من زوجها الذي كان يعاملها بجفاء".
وأضاف "في إحدى المرات طلبت مني هذه السيدة الزواج، وقالت أنت شاب في مقتبل العمر، فما رأيك أن أعطيك مليون ريال وتتزوجني مسياراً؟ فأنا سوف أوفر لك أي متطلبات مادية حتى تشعر بالسعادة معي".
وتابع "فكرتُ طويلاً في أحوالي المالية، وقررت الموافقة على هذا الزواج"، مشيداً بجود زوجته معه بمالها، بيد أنه بعد عام على زواجه شعر بأنه يحتاج إلى شابة في مثل عمره.
ورأى المستشار الأسري والنفسي دكتور عبد الإله جدع ان ظاهرة (نساء ثريات للزواج )اصبحث تجد رواجا كبيرا وأن الشباب لديه احتياجات جسدية ومادية، عجز عن إشباعها في ظل غلاء المعيشة، وشبح البطالة الذي يهدد مستقبله. لافتاً إلى أن هذا يجعل الشباب ضحية للعروض المادية من قِبل بعض سيدات الأعمال، وقبوله لهذه الزيجة تحقيقاً لطموحاته المهدرة، معتبراً هذا ضد عادات المجتمع.
وقال إن المجتمع يقبل مضطراً زواج المسيار، بيد أن الأمر مختلف في زواج "المحلل" المحرَّم شرعاً. لافتاً إلى أن وجود زواج "المحلل" يُعَدّ مؤشراً خطيراً على تفشي ظاهرة الطلاق ثلاث مرات، ومشدداً على ضرورة دراسة حالات الطلاق، التي تفرز هذه الأخطاء الشرعية، مؤكداً أن هذا يمنع تكرار هذه الأخطاء مستقبلاً.
وشدد أستاذ الفقه، الدكتور سعود الفنيسان، على عدم جواز المحلل شرعاً، وقال إن اتفاق المرأة بعد طلاقها مع رجل يتزوجها لفترة مؤقتة؛ حتى تعود لزوجها الأول، يُعَدّ حراماً شرعاً. مسترشداً بحديث الرسول صلى الله عليه وسلم، حيث قال: "أَلا أُخْبِرُكُمْ بِالتَّيْسِ الْمُسْتَعَارِ؟" قَالُوا: بَلَى، يَا رَسُولَ اللَّهِ، قَالَ: "هُوَ الْمُحَلِّلُ، لَعَنَ اللَّهُ الْمُحَلِّلَ وَالْمُحَلَّلَ لَهُ". وأكد أن عقد هذا الزواج باطل شرعاً، وما ينتج منه من أبناء يُعَدّون أولاد زنا.
وتابع الفنيسان "أما بالنسبة لزواج المسيار فإنه شرعي إذا توافرت فيه شروط الإيجاب والقبول، والشهود، وحضور الولي، وتسجيل العقد قانونياً". لافتاً إلى أن المرأة هي من تنازلت باختيارها عن حقوقها في هذا الزواج، ومؤكداً أن هذا الزواج نادرٌ ما ينجح، قائلاً: إن الزواج الذي يعتمد في أركانه على الجانب المادي، ويخلو من المودة والرحمة، تكون دعائمه واهية، ويتعرض للانهيار في أي لحظة"