يُعد العثور على زوج أو زوجة مناسبة من أعقد المشاكل التي تواجه بعض أبناء الجالية المسلمة في ألمانيا، لذلك تم مؤخراً افتتاح مركز إسلامي فريد من نوعه في ميونخ من أجل مساعدة كل من لدية رغبة جادة في الاقتران بمسلم أو مسلمة
يفضل معظم المسلمين في المانيا انتقاء شريك أو شريكة العمر من بين معتنقي ديانتهم. لكن ثمة صعوبات قد تحول أحياناً دون التعارف بين المسلمين في ألمانيا، فمن المعروف عن السواد الأعظم منهم التزامه واحترامه للعادات والتقاليد، التي تمنع الاختلاط بين الجنسين. وغالباً ما يشكل ذلك عائقاً أمام اتخاذ خطوات أولية هامة مثل تبادل الحديث والوقوف على مدى ملائمة كل طرف للآخر. ومما لاشك فيه أنه لا غنى عن هذه الخطوات لاتخاذ قرارات مصيرية كالخطوبة أو الزواج. وفي محاولة لمد يد العون إلى هؤلاء أنشأ المهاجر الفلسطيني سامر فهد قبل أقل من عام أول مركز إسلامي للتزويج في ألمانيا. يقوم هذا المركز، ومقره مدينة ميونخ بجنوب البلاد، بلعب دور الوسيط لتسهيل عملية التعارف بين المسلمين والمسلمات.
تسجل سجلات مركز الزواج الإسلامي حالياً عدد 150 شخصاً من الراغبين في العثور على النصف الآخر. ومن المثير للدهشة أن أغلب هؤلاء الأشخاص من الجنس اللطيف. ويعلل سامر فهد ذلك بالقول: "يرجع ارتفاع نسبة النساء إلى رفضنا الشديد قبول طلبات المهاجرين المسلمين، الذين ينظرون إلى الزواج كوسيلة للحصول على تصريح إقامة وعمل في ألمانيا، فهؤلاء لا يدخلون بأي حال من الأحوال في نطاق عملائنا"
ويقوم المركز بالوساطة بين المسلمين فقط، وللحصول على مساعدة المركز يجب على المتقدم أو المتقدمة تعبئة استمارة يمكن تحميلها عن طريق موقع المركز على شبكة الانترنت. وتتضمن الاستمارة أسئلة تقليدية عن السن والمهنة والمظهر والهوايات، بجانب أسئلة أخرى عن الاتجاهات الدينية ومدى الالتزام بتعاليم الإسلام والمواظبة على قضاء الفرائض كأداء الصلاة وصوم رمضان، على سبيل المثال.
وتبلغ رسوم تقديم طلب الوساطة 39 يورو للمرأة و59 يورو بالنسبة للرجل. أما في حال نجاح الوساطة وعقد القران بين المتقدمين فيتم تحصيل مبلغ 500 يورو. وتتنوع وظائف المقيدين في سجلات المركز، فمنهم الأطباء والمهندسين والعمال والفنيين. أما السيدات فيحمل أغلبهن شهادات جامعية. والجدير بالذكر أن نصف السيدات المقيدات في سجلات المركز قد سبق لهن الزواج ولديهن أطفال. ويتجاوز عدد الألمانيات المسلمات نسبة 40 % بين المتقدمات ويبلغ متوسط أعمارهن 35 سنة.
تكللت جهود المركز بالنجاح أكثر من مرة، إذ تمكن من تزويج عدداً لا بأس به من المتقدمين. وعن أول مرة تنجح فيها مساعي المركز يحكي سامر فهد بفخر: "في شهر شباط/فبراير الماضي تقدم إلينا رجل ألماني مسلم من مدينة كولونيا يمتلك مسكناً خاصاً ويحصل على راتب ثابت شهرياً. وكان هذا الشخص البالغ من العمر خمسين عاماً يرغب في الزواج من سيدة مسلمة. لذلك قام المركز بلعب دور الوسيط بينه وبين سيدة اندونيسية مسلمة من نفس عمره تقريباً تقطن في هامبورغ. بعدها سافر المتقدم إلى هامبورغ وتعرف على السيدة وتزوجا بعد شهرين فحسب". ويشترط المركز الجدية التامة على عملائه كما يقوم بحماية بياناتهم الشخصية حماية تامة.